مدونتى هذه ليست للترويج للتسويق الشبكى ولكن فقط لتوضيح ما هو التسويق الشبكى ,, مقالاتى هى من واقع "المسوقيين ,, والمنتقدين" لهذا المجال ,, لذلك وجب التنويه
قبل أن تقرأ
بإختصار ، هذا المقال يُمكن تصنيفه بأنه مقال ( غير أخلاقي )..
لذلك ، إذا كُنتَ من أصحاب القيم وتملك ضميراً حياً .. فمكانك ليس هنا فى الواقع .. مجلتنا تضم الكثير من المقالات والأخبار الاخرى التى ستثير إهتمامك حتماً ، ليس من بينها هذا المقال..
لماذا هذه المُقدمة ؟! .. لأن قلبي ضعيف فعلاً ، وأعتقد أننى سأكون ضحية لأول تعليق مُستفز .. كان هناك طبيب بريطاني لا أذكر إسمه ، دائماً ما كان يُردد :
” قلبي الضعيف سيتوقف بسبب أي أحمق يُحاول إستفزازي ! “.. وفي النهاية مات فعلاً هذا الطبيب إثر سكتة قلبية ، بعد أن استفزّه أحدهم .. أرجو ألا يحدث هذا معى بسبب التعليقات على هذا المقال
لذلك .. أرجو منك أن تفهم بهدوء أن ناقل الكُفر ليس بكافر .. وأن هذه السطور الهدف الرئيسي منها أن تكشف لكم ( كواليس ) مايتم وراء الستار فى هذا العالم الغامض للكثيرين ..
على الرغم أن الاوغاد – أعترف – سوف يستفيدون بشدة من هذه القوانين بلا شك !
*****************
قواعد اللعبة
بإختلاف أسماء الشركات التى تلعب لعبة ( التسويق الشبكي ) .. هناك بعض القواعد الأساسية الثابتة فى هذا النوع من التسويق ، تمارسه كل الشركات فى هذا المجال بلا إستثناء .. يُمكن تلخيصها فى مشهد بسيط :
أحد الأشخاص يُخبرك أن هناك شركة ( X ) لديها مُنتجات معينة .. تشتري إحدى هذه المُنتجات ( التى غالباً ما تكون مُنتجات كمالية : ساعة – تذكرة طيران – إلخ ) .. فتتحوّل بعد شراءك لهذا المُنتج إلى ( مُسوّق ) لهذه الشركة بدورك ..
تبدأ بعد ذلك تتحرك فى المُجتمع .. أي شخص تُقابله تحاول إقناعه بأن يشتري من مُنتجات هذه الشركة .. وكل شخص يشتري بالفعل ، تحصل أنت – من خلاله – على عمولة .. وبالتالي يقوم هو بدوره بإقناع الآخرين بالشراء ، وأي شخص جديد يقوم بالشراء تحصل أنت أيضاً على عمولة من وراءه ..
بإختصار جداً : كلما نجحت في اقناع الناس بشراء مُنتجات هذه الشركة ، تحصل انت على عمولات دولارية مُتراكمة .. وكلما قام الأشخاص الذين أقنعتهم ، بإقناع المزيد من الأشخاص الآخرين .. كلما حصلت أنت أيضاً على عمولات دولارية غير مُباشرة من وراء هؤلاء الأشخاص الجدد فى هذه الشبكة ..
السؤال : هل فعلاً هذا الموضوع مُجدي ويؤدي إلى الربح والثراء ؟!
الإجابة : نعم .. ولا..
الكثير جداً من الشباب العربي أصبحوا ينضمون إلى مثل هذه الشركات ، ويتحملون دفع مبالغ كبيرة للحصول على مُنتجات غير ذي قيمة .. ظناً منهم أنهم سوف يستطيعون إسترجاع هذا المبلغ ، ويزيدون عليه بضع آلاف من الدولارات التى تجعلهم أثرياء فى وقت قياسي.. ولكنهم يقابلون الفشل والخسارة المادية فى النهاية .. لأنهم لا يُجيدون ( القواعد القذرة ) لهذه اللعبة ..
وأنا أقدمها لكم على طبق من ذهب ، بناءاً على تجربة وخبرة !
تريد أن تكون من نجوم التسويق الشبكي وتحصد آلاف الدولارات شهرياً ؟ .. فقط تخلى عن مبادئك قليلاً ولا تلعب دور البطل .. وضع نداء الضمير وراء ظهرك..
البيزنس بيزنس ياشباب !
**********************
القانون الأول : استهدف الفقير والعاطل والمحتاج..
نعم صحيح .. هذا أهم وأول قانون للنجاح والثراء السريع فى شركات التسويق الشبكي .. دائماً إبحث عن الفقير المُعدم ، وإبدأ فى نصب شباكك حوله .. دعه يقترض من صديقه حتى يشتري المُنتج / الخدمة التى تُروّج لها .. دعه يطلب من أمه أن تبيع بعض حُليّها لينضم إليك حالاً وبدون تأخير..
هل معنى هذا ألا تستهدف الأثرياء ؟! .. لا طبعاً .. استهدف الأثرياء أيضاً .. ولكن تعامل مع الثري أو مُتوسط الحال بإعتبار أنه ( كارت محروق ) لن يجلب لك الكثير من العمولات والأموال ، بإعتبار أنه سيُصاب حتماً بالملل فى مرحلة مُعينة ، وسيترك الموضوع بُرمته .. ويعتبر نفسه أنه دخل تجربة فاشلة وانتهى كل شيئ..
أما الفقير .. كونه مُحتاجاً مُعدماً ساقه حظه العاثر أن يُقابلك ، سيجعله يستميت كل يوم فى جذب المزيد من العُملاء والوكلاء لتعويض المبلغ المالي الكبير الذي دفعه .. وسينجح حتماً فى مرحلة ما .. وكلما زاد نجاحه ، وزاد عدد الأعضاء الفُقراء مثله فى الشبكة التى ترأسها أنت .. كلما وصلت أنت لأهدافك بشكل أسرع طبعاً..
فقط حاول أن تكتم سُخريتك منهم ، أو استخفافك بهم وبمنظرهم .. أعرف أنك تنفر منهم ، ولكن هؤلاء هم الذين سيجعلونك تربح آلاف الدولارات شهرياً ، مُقابل أوهام تبيعها أنت لهم !
القانون الثاني : الكثير جداً من الكلام الفارغ
تُريد أن تكون مُسوّقاً شبكياً مُميزاً تربح عمولات سريعة جداً ؟ .. لا حل أمامك سوى أن تُتقن تماماً فن ( الكلام الفارغ ) بكافة صوره ..
تكلم كثيراً عن النجاح وتحقيق الأهداف .. تكلم كثيراً جداً عن هذا البيزنس الرائع الذي سيُحقق ( الحرية المالية ) التى تُتيح لهم ( الذين تعرض عليهم الأمر ) أن يتناولوا إفطارهم فى دبي ، وغداؤهم فى القاهرة وعشائهم فى الرباط في نفس اليوم .. تكلم عن السيارة المرسيدس التى حصل عليها ( فُلان ) بعد سنتين من العمل الجاد فى التسويق الشبكي .. تكلم عن قُدرات الشركة الخارقة التى تسوّق مُنتجاتها ، وأنها أفضل شركة فى العالم .. وأن الكون نفسه جاء إلى الوجود بعد هذه الشركة ..
هذا الكلام ستقوله كل نصف ساعة فى اليوم تقريباً لوجه جديد .. منذ أن تستيقظ صباحاً ، إلى أن تدخل فراشك فى آخر الليل ، ستظل تردد هذا الكلام كالببغاء لكل شخص أو انسان تجده أمامك ..
بإختصار : أنت آلة تُردد نفس الكلام الفارغ كل نصف ساعة كل يوم وكل شهر وكل سنة .. بلا كلل أو ملل !
القانون الثالث : تظاهر بالتدين
عندما تكون فى اجتماع مع أعضاء شبكتك الفقراء أغلبهم ، والذين استطعت أن تُصوّر لهم أنهم سيصبحون أثرياء يوماً من الأيام .. عندما تسمع صوت الآذان للصلاة ، انتفض فوراً من مكانك .. وأعلن بحزم أمام أعضاء الفريق أن الصلاة جامعة ، وأن اي شيئ يُمكن تأجيله إلا الصلاة ..
حاول أيضاً بإستمرار أن تبدو مُتديناً بشكل كبير أمامهم .. تذكر أن هؤلاء لن يثقوا فيك بشكل كامل إلا إذا رأووا منك التدين الظاهري ، وأنك تخشى الله في نفسك وفيهم .. هذا سيجنبك الكثير جداً من المشاكل وصداع الرأس ونظرات الشك من فترة لأخرى..
والأفضل أن تُطلق لحيتك .. لا بأس بالمزيد من التظاهر بالتدين فى الوقت الذي تحصد فيه الدولارات من وراء هؤلاء الفقراء والجوعي والعاطلين .. لحيتك وتظاهرك بالتدين سيجعل أي مُحاولة للتمرد أو الشك من طرفهم مُتأخرة جداً .. بإعتبار أنهم متأكدين انك تخشى الله عز وجل..
ولو لم تكن تُريد أن تُطلق لحيتك وتتظاهر بالتدين أكثر من اللازم .. حاول أن تجعل فى فريقك صديقاً مُقرباً يُطلق لحيته ، ويُظهرك دائماً بمظهر المُتدين والحريص فى التعامل مع المُتدينين ، نفس حرصك فى التعامل مع النوعيات الأخرى من الناس..
المهم أن تظهر بمظهر المُتدين دائماً ..
القانون الرابع : تخلص من المُزعجين..
أثناء عمل عروض العمل ، سيكون عليك أن تقابل كل أصناف البشر وتتحملهم .. الغبي والأحمق والفقير والثري والمتشكك .. هؤلاء جميعاً هم أهدافك ..
ولكن ، دائماً يظهر لك ذلك الشخص المُتذمر ، الذي يبدأ ينظر لك فى شك بعد قيامه بالشراء والإنضمام إلى الشبكة .. يبدأ يتأفف ، ويُطالبك بأن تتصرف وتبيع له المُنتج الذي اشتراه ، وترد له ماله .. وأنه لا يُريد ان يستمر فى هذا الموضوع ..
إذا ظهر لك واحد من هؤلاء ، تصدّى له بمنتهى الحزم .. وأبلغه أنك لم تجبره على شراء المُنتج والإنضمام للشبكة ، وانه قام بذلك بمحض إرادته .. وإذا إتهمك بأنك لص أو أنك قد قُمت بخداعه ، وصوّرت له ان العمل بسيط وأنه سيجني شهرياً آلاف الدولارات – وهذا يجب أن يحدث فعلاً – .. ماعليك ان تطرده من مجموعتك شرّ طردة .. وأن تتهمه بالفشل والغباء .. واعمل على تشويه صورته بشكل مُستمر لكل أفراد المجموعة الآخرين بلا توقف ..
القانون الخامس : تظاهر أنك تعيش وقتاً رائعاً ..
هذا قانون فى منتهى الأهمية .. حتى يُمكنك جذب المزيد من العُمولات والوكلاء ، يجب ان تبدو أنيقاً دائماً .. من غير المنطقي أن تتكلم مع أحد الأشخاص حول قوة هذا البيزنس ومميزاته ، ويراك تحمل في يديك هاتف جوّال نوكيا تعيس مُنقرض منذ العصور الحجرية .. أو ترتاد المواصلات العامة رخيصة الثمن ..
حاول ان تستعير بعض الجوارب والعطور من أصدقاءك .. أن تحلق شعرك بإستمرار وتبدو أنيقاً مُهذباً .. ولا بأس من التحدث ببعض الإنجليزية والفرنسية بشكل مُستمر ، لتبدو أمام الناس أنك أكثر تعلماً وثقافة … إلى جانب – طبعاً – كتابة بعض العبارات التى تبدو موحية حول النجاح والتميز وتحقيق الاهداف على صفحتك فى الفيسبوك بشكل متواصل ..
لماذا أفترض أنك عكس كل ماسبق ؟ .. لأن الذين يعملون فى هذا المجال بهذه القوانين الوضيعة لا يُمكن ان يكونوا كذلك طبعاً !
القانون السادس : اجعلهم يشعرون بالضخامة..
وهو القانون الاهم في رأيي ، والذي تمنحه كل هذه الشركات لإجتذاب المزيد من الأرباح والعُملاء .. كل أسبوع يجب أن يكون هناك مؤتمر ما ، وأغاني تشجيعية ، وفيديوهات مصوّرة فى تحديد الاهداف ، ومحاضرات يُلقيها الناجحون فى عالم التسويق الشبكي ..
يجب أن تكون كل هذه المؤتمرات فى فنادق أو مقاهي راقية .. لا بأس ببعض الفتيات الحسناوات أيضاً هنا وهناك .. ولا بأس من بعض المُحاضرات التشجيعية التى تعمل على تحفيز الوكلاء فى إجتذاب المزيد من المُشترين .. وبالتالي تحقيق المزيد من العمولات..
فى هذه المؤتمرات ، يجب ان تسمعهم كلمات سخيفة من نوع : Unbelievable .. – ستسمع هذه الكلمة اللعينة كثيراً جداً فى إحدى شركات التسويق الشبكي الماليزية - فضلا عن نصائح وإبتسامات وأغاني وفيديوهات مُصوّرة تقول لك ( Believe to Achieve ) وغيرها من أساليب الهُراء المعتاد ..
كل هذه الامور تعمل على تشجيع الشبكة التى كوّنتها من الفقراء والعاطلين والحالمين للمزيد من العمل .. وبالتالي المزيد من الاموال التى تدخل جيبك ، وجيب الأذكياء أمثالك الذين فهموا قواعد اللعبة جيداً !
القانون السابع : هاجم مُعارضيك بشراسة..
عندما يتهمك احد بالنصب إتهمه بالفشل .. اصرخ فى وجوه الرافضين أو المُتشككين بانهم رموز للجهل والغباء والتخلف تسير على قدمين .. أنتم تُعارضونني لأنني ناجح ياسادة وأنتم مجموعة من الفشلة الذين لا تُجيدون عمل أي شيئ سوى الإنتقاد ..
كلما زاد معارضيك ثقافة وتأثيراً ، كلما وجب عليك أن تُهاجمهم بضرواة اكبر أمام أعضاء الشبكة التى قمت بتكوينها .. ولا بأس أيضاً من تشويه صورتهم بشتى الطرق أمام أتباعك .. أوضح لهم أن فلان فاشل .. وفلانة لا تُجيد فعل شيئ سوى الإنتقاد .. وعلان رحمكم الله أنه لم ينضم إليكم لانه يعشق النساء وسلوكياته غير مُناسبة بالنسبة لك ولهم .. وهكذا..
بإختصار : كل يوم وكل ساعة ترصد فيها معارضاً لك ، لا تمل أبداً من تشويه صورته واتهامه بالفشل والجهل والحقارة وعدم العلم بأي شيئ .. اجعل فريقك يشعر بأنك أنت فقط لديك القدرة على قيادتهم ، وأنك مخزن الأسرار .. وانك انت فقط الذي ستجعلهم يعومون على بحار من الاموال .. قريباً !
ملحوظة :
وضعت هذا القانون في النهاية لأنني أتوقع أن بعض من هؤلاء ربما يقرأون المقال عاجلاً أم آجلاً .. لذلك ، إذا وجدتم أي تعليقات تتهمني بالفشل والجهل ، وأننى لا أفقه شيئاً فى التسويق الشبكي .. وأنني أهرف بما لا أعرف .. أو أنني أكتب هذا الكلام لأننى مررت بتجربة فشل سابقة وأريد ان افرضها عليكم .. إلخ ..
فستعرفون وقتها أن بعضهم يُطبّق ما أخبركم به حرفياًَ
***************************
مرة اخرى : أنا لا أطالبك بشيئ .. انا فقط أنقل لك ما أعرفه عن هذا العالم ..
ربما يكون هناك مقال آخر في وقت لاحق ، يحكي قصتي كاملة مع ( التسويق الشبكي ) بأدق التفاصيل ، تجعلكم تفهمون أكثر كيف ينجح هؤلاء الطفيليون فى التسلق على أكتاف الناس لتحقيق مكاسبهم الشخصية .. هذه الفرصة كانت مُتاحة لي بشدة فى وقت من الاوقات ، ولكنني أرفض أن اعيش حياتي كلها وغداً للأسف.. لابد أن يأتي عليك وقت لتُراجع نفسك !
الآن أنت تعرف قوانين اللعبة كاملة .. الخيار يعود إليك أنت الآن .. قم بتنفيذ هذه القوانين ، أو قم بالإنسحاب من اللعبة تماماً .. هذا قرارك أنت ..
أنا فقط امنحك السكين .. ولست مسؤولاً إذا كنت ستستخدمه فى ارتكاب جريمة .. او الاستفادة منه فى تقطيع الفاكهة !
على أية حال ، لم أجد حرجاً من ذكر هذه القوانين الفعّالة لسبب بسيط : أنني أشك فعلاً أن كل الأوغاد يُمكنهم تطبيق هذه القوانين بشكل صحيح .. هذه قوانين تستلزم أن يكون الذي يُطبقها شيطاناً مُتجسداً على شكل مخلوق بشري وليس مُجرد وغد عادي .. حتى يحصد نتائجها الفعّالة بشكل صحيح !